للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ: نَعَمْ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ،

===

(فقال عبد الله بن زيد) ليحيى بن عمارة: (نعم) أستطيع أن أُريك.

وفي "المفهم" أن المعلم للوضوء إذا نوى به رفع الحدث .. أجزأه، وإلا .. لَمْ يجزء عند من يشترط النية، وكذلك المتعلم. انتهى.

(فدعا) أي: طلب عبد الله بن زيد (بوضوء) -بفتح الواو- أي: بماء يتوضأ به، فأُتي به في مطهرة، (فأفرغ) عبد الله منها الماء، وصبه (على يديه) أي: على كفيه، (فغسل يديه) أي: كفيه (مرتين) أي: غسلتين، منصوب على المصدرية؛ لأنه صفة لمصدر محذوف؛ أي: غسلتين مرتين، وفيه: استحباب تقديم غسل الكفين قبل غمسهما في الإناء، ثم أدخل كفه اليمنى في الإناء، فاغترف بها الماء.

(ثم تمضمض واستنثر ثلاثًا) ثلاثًا، وفي رواية مسلم: (فمضمض واستنشق ثلاثًا)، ومعنى رواية ابن ماجة: فمضمض؛ أي: أدار الماء في جوانب فمه، واستنشق؛ أي: أدخل الماء إلى أعلى أنفه، ثم استنثر ما في أنفه من الأذى؛ أي: أخرجه، والاستنثار مستلزم للاستنشاق؛ لأنه لا يكون إلَّا بعد الاستنشاق، والحكمة في تقديمهما على الوضوء .. اختبار طعم الماء بالفم والرائحة بالأنف، وأما اللون فمشاهد.

(ثم غسل وجهه ثلاثًا) من المرات، ذكر اسم العدد، لأن المعدود مؤنث، قال بعضهم: ويستحب أن يبدأ في غسل الوجه بأعلاه؛ لكونه أشرف، ولأنه أقرب إلى الاستيعاب، (ثم غسل يديه) أي: ذراعيه (مرتين مرتين) أي: كلَا منهما (إلى المرفقين) أي: مع المرفقين، والمرفقان تثنية مرفق؛ والمرفق

<<  <  ج: ص:  >  >>