- بكسر الميم وفتح الفاء بوزن منبر -: هو العظم الناتئ في آخر الذراع، سُمّي بذلك؛ لأنه يرتفق به في الاتكاء ونحوه.
وقد اختلف العلماء: هل يدخل المرفقان في غسل اليدين أم لا؟ فقال الجمهور: نعم؛ لأن (إلى) في الآية بمعنى (مع)، وخالفهم زفر، وقال الشافعي: لا أعلم مخالفًا في إيجاب غسل المرفقين في الوضوء، فعلى هذا فزفر محجوج عليه بالإجماع قبله، كذا قال الحافظ.
(ثم مسح رأسه بيديه) أي: بكفيه بماء جديد، وقوله:(فأقبل بهما وأدبر) تفسير لمسح الرأس، وبيان لكيفيته؛ أي: فأذهب بيديه إلى جهة القفا؛ أي: وضعهما على قبالة رأسه؛ يعني الناصية وأدبرهما؛ أي: أرجعهما من القفا إلى المقدم، كما فسره في الحديث.
(بدأ بمقدم رأسه، ثم ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردهما) من القفا (حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه) المسح؛ وهو مقدم الرأس.
قال السندي: قوله: (بدأ بمقدم رأسه ... ) إلى آخره .. بيان وتفصيل لقوله:(فأقبل بهما وأدبر)، ولذلك ترك العاطف، (ثم ردهما): أي ليستوعب المسح شعر الرأس بطرفيه؛ فإن الإنسان إذا اكتفى بمجرد الإقبال والإدبار .. لا يكون مسحه إلَّا بطرف واحد من شعر الرأس، ولا يستوعب الطرفين، فمن أراد استيعاب الطرفين .. فلا بد له من الإقبال بهما والإدبار، فهذا ليس من قبيل تكرار المسح، وإنما هو من قبيل استيعاب طرف الشعر، قيل: هو مخصوص بمن له شعر.
(ثم غسل رجليه) يحتمل أنه غسل مرّة واحدة، فلذلك ترك ذكر عدده،