جمع بين صلاتين أو أكثر بوضوء واحد، كما في الحديث الآتي، وله نظائر لا تحصى على المتتبع، ويمكن أن يقال: هذا إخبار على حسب ما اطلع عليه أنس وهو لم يطلع على خلاف هذا، وإن كان ثابتًا في الواقع.
قوله:(وكنا نحن نصلي الصلوات كلها ... ) إلى آخره، المراد: صلاة اليوم الواحد، ولعل المراد: أنهم أحيانًا كانوا يصلونها بوضوء واحد، وإلا .. فلا يخفى أنه خلاف المعتاد، ثم بهذا الحديث وأمثاله تبين أن المراد بقوله تعالى:{إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ}(١) أي: وأنتم محدثون.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري؛ أخرجه في كتاب الوضوء، باب الوضوء من غير حدث، وأبو داوود؛ أخرجه في الطهارة (٦٦)، باب الرجل يصلي الصلوات بوضوء واحد، رقم (١٧١)، والنسائي في الطهارة، باب الوضوء لكل صلاة، رقم (١٣١)، والترمذي في الطهارة، باب (٤٤) الوضوء لكل صلاة، رقم الحديث (٦٠) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد في "المسند"(٣/ ١٣٢ - ١٩٤ - ٢٦٠).
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أنس بحديث بريدة بن الحصيب -رضي الله تعالى عنهما-، فقال:
(٥٥) - ٥٠٦ - (٢)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد) الطنافسي الكوفي.