للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا مَا لَمْ أُحْدِثْ، وَلكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ تَوَضَّأَ عَلَى كُلِّ طُهْرٍ .. فَلَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَإِنَّمَا رَغِبْتُ فِي الْحَسَنَاتِ".

===

الوضوء؛ أي: لجاز لي أن أصلي بذلك الوضوء (الصلوات) الخمس (كلها ما لم أحدث) أي: ما لم أنقض الوضوء، ولم يقع مني حدث.

(ولكني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من توضأ على كل طهر) ووضوء ملتبس به عند كل صلاة، أو مع كل طهر .. (فله عشر حسنات) على كل وضوء، قال ابن رسلان في "شرحه على أبي داوود": يشبه أن يكون المراد: كتب الله به عشر وضوءات؛ فإن أقل ما وعد به من الأضعاف الحسنة بعشر أمثالها، وقد وعده بالواحدة سبع مئة، ووعد ثوابًا بغير حساب. انتهى.

(وإنما) أنا (رغبت) وحرصت (في) تحصيل تلك (الحسنات) العشر وفعلت ذلك.

قوله: (سمعت عبد الله بن عمر بن الخطاب) قال السندي: مفعول محذوف، تقديره: يقول ما سيأتي، (أو فطنت إليّ) بتشديد الياء، وفي "القاموس" (٤/ ٢٥٨): فطن به وإليه وله؛ كفرح ونصر وكرم، والمعنى: أنظرت إليّ وإلى هذا الفعل؟ (فقال: لا) أي: ليس بفرض ولا سنة، (لصليت به) أي: لجاز لي ذلك من غير إخلالٍ بفرض أو سنة "من توضأ على طهر" قيل: أي: مع طهر، أو توضأ ثابتًا على طهر تشبيهًا لثبوته على طهر؛ أي: على وصف الطهر بثبوت الراكب على مركوبه، واستعار لفظة (على) المستعملة في الثاني للأول، كما قالوا في قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى} (١).


(١) سورة البقرة: (٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>