للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَسَتَرَوْنَ مِنْ بَعْدِي اخْتِلَافًا شَدِيدًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ،

===

أولاد إفريقيا وتبيعهم للعرب ظلمًا؛ لقوة دولتها واتصالها مع العرب غيًّا بِه لنقصه بصفة السَّوادِ والقَطَط، وليس المراد أن الحبشة كلها عبيد؛ لأنها دولة قديمة تتعلم منها السياسة الروم والفرس حتى استأمرت على مصر وعلى اليمن، كما في كتب التواريخ.

قال السندي: فالكلامُ هنا في أمر الخليفة الذي ولاه الإمام الأعظم، لا في الإمام الأعظم حتى يرد كيف يكون إمام المسلمين عبدًا حبشيًا، على أن المحل محل المبالغة في لزوم الطاعة، ففرض الإمام فيه عبدًا حبشيًا لإفادة المبالغة يحتملُ.

وقوله: (وسترون) علة لمحذوف؛ أي: وإنما أمرتكم بالسمع والطاعة؛ لأن بهما تحصل الموافقة بينكم وتندفع المخالفة عنكم؛ لأنكم سترون (من بعدي) أي: من بعد وفاته (اختلافًا شديدًا) يقع بينكم أيها المسلمون، والفاء في قوله: (فعليكم) فاء الإفصاح؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره: إذا عرفتم ما قلت لكم من وقوع الاختلاف بينكم بعدي، وأردتم بيان النصيحة لكم في ذلك الوقت .. فأقول لكم: إلزموا (بسنتي) أي: بطريقتي وسيرتي (و) بـ (سنة الخلفاء الراشدين) أي: المرشدين للأمة إلى الصراط المستقيم، قيل: هم الخلفاء الأربعة رضوان الله تعالى عليهم، وقيل: بل هم ومن سار سيرتهم من أئمة الإسلام المجتهدين في الأحكام؛ فإنهم خلفاء الرسول عليه الصلاة والسلام في إعلاء الدين وإحياء الحق وإرشاد الخلق إلى الصراط المستقيم والأئمة (المهديين) أي: الذين هداهم الله تعالى الدين القويم.

(عَضُّوا) أي: شدوا (عليها) أي: على سنتي وسنة الخلفاء (بالنواجذ)

<<  <  ج: ص:  >  >>