للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُرَشُّ مِنْ بَوْلِ الْغُلَامِ، وَيُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْجَارِيَةِ"، وَالْمَاءَانِ جَمِيعًا وَاحِدٌ قَالَ: لِأَنَّ بَوْلَ الْغُلَامِ مِنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ، وَبَوْلَ الْجَارِيَةِ مِنَ اللَّحْمِ وَالدَّمِ، ثُمَّ قَالَ لِي: فَهِمْتَ؟ أَوْ قَالَ: لَقِنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا،

===

(عن) معنى (حديث) قول (النبي صلى الله عليه وسلم: يُرش من بول الغلام، ويُغسل من بول الجارية) أي: سألته عن بيان حكمة اختلاف التطهير من بولهما بالنضح والغسل (والماءان) أي: والحال أن الماءين من بولهما (جميعًا واحد) أي: والحال أن بول الذكر والأنثى جميعًا نوع واحد، بل صنف واحد، فبأي سبب اختلف حكمهما؟

فـ (قال) الشافعي في جواب سؤالي عن حكمة الاختلاف: إنما اختلف حكمهما؛ (لأن بول الغلام من الماء والطين، وبول الجارية من اللحم والدم) يريد أن الغلام إنما نشأ غلامًا؛ لغلبة ماء الذكر، والجارية بالعكس؛ أي: إنما خُلقت جارية، لغلبة ماء الأنثى، وآدم قد خُلق من الماء والطين، فالغالب على طبع الغلام هو الماء والطين، فلكونه كان من الماء والطين، والأصل فيهما الطهارة فلذلك يُخفف بول الغلام، وأما الجارية. . فالغالب على طبعها أثر اللحم والدم؛ لخلقها منهما، والأصل في الدم النجاسة، فبولها بالغلظ أنسب.

قال أبو اليمان (ثم) بعدما أجابني بهذا الجواب (قال لي) الشافعي: (فهمت) جوابي لك معنىً؟ (أو قال) لي الشافعي، والشك من أبي اليمان أو من أحمد بن موسى: (لقنت) -بفتح اللام وكسر القاف من باب فهم- أي: أخذت جوابي لفظًا؟ أصله من التلقين؛ وهو حكاية القول لمن يقوله ويحفظه.

(قال) أبو اليمان: (قلت) للشافعي: (لا) أي: ما فهمت معنى جوابك،

<<  <  ج: ص:  >  >>