وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ) في الأعضاء الثلاثة، (ومسح على الجوربين) تثنية الجورب، قال في "القاموس": الجورب: لفافة الرجل، جمعه جواربة وجوارب، ويقال: تجورب إذا لبس الجورب، وجوربته ألبسته، وقال القاضي أبو بكر بن العربي في "شرح الترمذي": الجورب غشاء للقدم من صوف يُتخذ للدفء؛ وهو التسخان، وفي تفسير الجورب أقوال أخرى، وستقف عليها. انتهى من "التحفة".
(والنعلين) تثنية النعل، قال في "القاموس": والنعل: ما وقيت به القدم من الأرض؛ كالنعلة مؤنثة، جمع نعال بالكسر. انتهى.
وقال الجزري في "النهاية": النعل مؤنثة؛ وهي تلبس في المشي، تسمى الآن تاموسة. انتهى.
قال الطيبي: معنى قوله: (ومسح على النعلين) هو أن يكون قد لبس النعلين فوق الجوربين، وكذا قال الخطابي في "المعالم".
قلت: هذا المعنى هو الظاهر، قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" في باب المسح على النعلين: مسح على نعلين تحتهما جوربان، وكان قاصدًا بمسحه ذلك إلى جوربيه لا نعليه، وجورباه لو كانا عليه بلا نعلين .. جاز له أن يمسح عليهما، فكان مسحه ذلك مسحًا أراد به الجوربين، فأتى ذلك على الجوربين والنعلين، فكان مسحه على الجوربين هو الذي تطهر به ومسحه على النعلين فَضْلٌ. انتهى كلام الطحاوي.