قوله:"أولم يكن شفاء العي السؤال؟ " وفي رواية أبي داوود: "ألا سألوا إذ لم يعلموا؛ فإنما شفاء العي السؤال" والعي -بكسر العين وتشديد الياء-: هو التحير في الكلام وعدم الضبط كذا في "الصحاح"، وفي "النهاية" و"لسان العرب": العي -بكسر العين-: الجهل، والمعنى: أن الجهل داء، وشفاؤه السؤال والتعلم.
قال الخطابي: في هذا الحديث من العلم: أنه عابهم بالفتوى بغير علم، وألحق بهم الوعيد بأن دعا عليهم وجعلهم في الإثم قتلة له، وفيه من الفقه: أنه أمر بالجمع بين التيمم وغسل سائر جسده بالماء، ولم ير أحد الأمرين كافيًا دون الآخر، قال أصحاب الرأي: إن كان أقل أعضائه مجروحًا .. جمع بين الماء والتيمم، وإن كان الأكثر .. كفاه التيمم وحده، وعلى قول الشافعي لا يجزئه في الصحيح من بدنه قل أو كثر إلا الغسل. انتهى كلامه.
وقوله أيضًا:"ألم يكن شفاء العي السؤال؟ " أي: لمَ لم يسألوا حين لم يعلموا؟ لأن شفاء الجهل السؤال لأهل العلم؛ كما قال تعالى:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}(١) انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود؛ أخرجه في الطهارة (١٢٧)، باب في المجروح يتيمم، رقم (٣٣٧)، رواه عن نضر بن عاصم الأنطاكي، حدثنا محمد بن شعيب، أخبرني الأوزاعي أنه بلغه عن عطاء بن أبي رباح، ثم قال الأوزاعي: عن عطاء مرسل، فذكره بإسناده ومتنه إلا أنه لم يقل:(في رأسه)، ولم يقل:(فكز)، ولم يذكر ما زاده عطاء، والباقي نحوه، ورواه ابن خزيمة في "صحيحه"، وابن الجارود والحاكم.