للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَاغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَأَكْفَأَ الْإِنَاءَ بِشِمَالِهِ عَلَى يَمِينِهِ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى فَرْجِهِ، ثُمَّ دَلَكَ يَدَهُ بالْأَرْضِ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَفَاضَ الْمَاءَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى

===

-بضم الغين-: اسم للماء الذي يُغتسل به، ويصح إرادة المعنى المتعارف فيه، ولكن بتقدير مضاف؛ أي: ماء الغسل، وفي "الكوكب": الغُسل -بالضم- يُطلق على الماء الذي يُغتسل به، وهو المراد هنا، وأما الغِسل -بالكسر- فاسم لما يضاف إلى الماء من سدر وأشنان وصابون ونحوه، وبالفتح .. فاسم لاستعمال الماء في جميع البدن، وهو مصدر قياسي لغسل الثلاثي، كما يقتضيه قول "الخلاصة":

فعل قياس مصدر المعدَّى ... من ذي ثلاثة كردَّ ردَّا

انتهى منه.

وقوله: (فاغتسل من الجنابة، فأكفأ الإناء ... ) إلى آخره، بهمزة في آخره .. تفسير لاغتسل؛ أي: أمال الإناء (بشماله على يمينه، فغسل كفيه ثلاثًا) من المرات، (ثم) أدخل يده اليمنى في الإناء؛ ليأخذ الماء، فأخذه كما في رواية مسلم، فـ (أفاض) أي: أفرغ الماء وصبه (على فرجه) ومذاكيره وغسله بشماله، (ثم دلك يده) اليسرى (بالأرض) دلكًا شديدًا، كما هو رواية مسلم؛ لما لعله تعلق بها من رائحة ولُزُوجة، قال النووي: وفي هذا دلالة على أنه يستحب للمستنجي بالماء إذا فرغ من الاستنجاء .. أن يغسل يده بتراب أو أشنان أو يدلكها بالتراب أو بالحائط؛ ليذهب الاستقذار منها.

(ثم) توضأ وضوءه للصلاة، كما في رواية مسلم، فـ (مضمض) فمه، (واستنشق) أنفه، (وغسل وجهه ثلاثًا وذراعيه) أي: ساعديه (ثلاثًا، ثم أفاض الماء) وصبه (على سائر جسده ثم تنحى) أي: تحول عن مقامه الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>