(ثم يغسل رأسه ثلاث مرات) قيل: فيه أن التثليث في الرأس سنة، وألحق به غيره؛ فإن الغسل أولى بالتثليث من الوضوء المبني على التخفيف، وكذا النظر في أحاديث الباب المذكورة في غير هذا الكتاب يفيد أنه يقصد بالثلاث مرات استيعاب الإمرارات لا التكرار ثلاث مرات، ويدل عليه قول عائشة:(وأما نحن) أي: معاشر النساء ... إلى آخره. انتهى "سندي".
(ثم يفيض) الماء ويصب (على) سائر (جسده، ثم يقوم) من مغتسله ويذهب (إلى الصلاة) بالناس في المسجد، (وأما نحن) معاشر الأزواج .. (فإنا نغسل رؤوسنا) أي: شعورنا وندلكها (خمس مرار)، وفي هذا نظر؛ إذ الزيادة على الثلاث غير مشروعة، وكون الغسل أولى بالتثليث من الوضوء لا يخلو عن نظر، كيف وقد غلظ في الغسل في حديث إيصال الماء إلى أصول الشعر، فلا يُغلّظ فيه أيضًا من حيث التثليث، وأيضًا في تثليثه من الحرج ما ليس في تثليث الوضوء. انتهى "سندي"، وفي رواية أبي داوود:(ونحن نُفيض على رؤوسنا خمسًا) من المرات (من أجل الضُّفُر) -بضمتين- جمع ضفيرة؛ وهي الخصلة من الشعر والذؤابة، يقال: ضفرت الشعر ضفرًا من باب (ضرب) جعلته ضفائر كل ضفيرة على حدة بثلاث طاقات فما فوقها، والضفير -بغير هاء-: حبل من شعر، كذا في "المصباح". انتهى من "العون".
وفي السندي: قوله: (من أجل الضَّفْر) -بفتح فسكون- مصدر ضفر شعره ضفرًا من باب (ضرب)، وضفر الشعر أو غيره: نسجه عريضًا، والغالب إدخال بعضها في بعض، وأما الضفر -بفتحتين- بمعنى الشيء المضفور، كالشعر وغيره، كذا ذكره ابن العربي. انتهى "سندي".