للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

على أعضائي من غير حائل، وجعلني مكان الثوب الذي يستدفأ به؛ ليجد السخونة من بدني، كذا في "اللمعات"، وفي "المرقاة": قال السيد جمال الدين: أي: يطلب مني الحرارة، ومنه قوله تعالى: {لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ} (١) أي ما تستدفئون به.

وفيه: أن بشرة الجنب طاهرة؛ لأن الاستدفاء إنما يحصل من مس البشرة، كذا في "الطيبي"، وفيه بحث. انتهى.

قال القاري: ولعله أراد أن الاستدفاء يمكن مع حائل الثوب أيضًا، قال القاري في "المرقاة": هذا الحديث إسناده حسن. انتهى "تحفة الأحوذي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في الطهارة، باب (٩٧) ما جاء في الرجل يستدفئ بامرأته بعد الغسل، رقم (٥٨)، قال أبو عيسى: هذا حديث ليس بإسناده بأس، وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين أن الرجل إذا اغتسل .. فلا بأس بأن يستدفئ بامرأته، وينام معها قبل أن تغتسل المرأة، وبه يقول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق. انتهى.

قلت: هذا الحديث سنده ضعيف؛ لأن في رجاله حريث بن عمرو، وهو ممن اتفقوا على ضعفه، ومتنه صحيح؛ لأن له شاهدًا من القرآن، وهو قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} (٢)، فمطلق كونهن لباسًا لهم يدل على جواز الاستدفاء بهن مطلقًا، ومن إجماع أهل العلم على جواز ذلك.


(١) سورة النحل: (٥).
(٢) سورة البقرة: (١٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>