للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّمَا هُمَا اثْنَتَانِ: الْكَلَامُ وَالْهَدْيُ؛ فَأَحْسَنُ الْكَلَامِ كَلَامُ اللهِ، وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، أَلَا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ؛

===

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما هما) أي: إنما المقصود بقاؤهما في الناس (اثنتان) أي: حجتان عظيمتان، قال السندي: ضمير (هما) مبهم مفسر بالكلام والهدي؛ أي: إنما الكتاب والسنة اللذان وقَعَ التكليف بهما اثنان لا ثالث معهما حتى يثقل عليكم الأمر ويتفرق، وفائدة الإخبار نفيُ أن يكون معهما ثالث لما ذكرنا، ويحتمل أن يكون النهي عن ضم المحدثات إليهما، كأنه قيل: المقصود بقاؤهما اثنتين، ويحتمل أن يكون ضمير (هما) لما وقع به التكليف مع قطع النظر عن العدد؛ وإنما ثني نظرًا إلى كون ذلك في الواقع ثنتين، فحصلت الفائدة في الإخبار باسم العدد، وهذا مثل ما قالوا في قوله تعالى: {فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ} (١): ويحتمل أن يقال: اثنتان تمهيد لما هو الخبر، والخبر في الواقع ما هو المبدل من اثنتان وهو الكلام والهديُ، وعلى الوجوه تأنيث اثنتان نظرًا إلى أنهما حجتان؛ أي: وإنما المقصود بقاؤهما في الناس هما اثنتان؛ أي: حجتان عظيمتان.

وقوله (الكلام) أي: كلام الله العزيز؛ يعني: القرآن (والهدي) أي: هدي محمد صلى الله عليه وسلم؛ أي: طريقته وسنته بدل من اثنتان؛ بدل تفصيل من مجمل؛ (فأحسن الكلام) على الإطلاق وأفضله (كلام الله) سبحانه وتعالى؛ يعني: القرآن، (وأحسن الهدي) وأحقه اتباعًا (هدي محمد) صلى الله عليه وسلم (ألا) أي: انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم (وإياكم ومحدثات الأمور)


(١) سورة النساء: (١٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>