للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإِنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، أَلَا لَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمُ الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ، أَلَا إِنَّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، وَإِنَّمَا الْبَعِيدُ مَا لَيْسَ بِآتٍ، أَلَا إِنَّمَا الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَالسَّعِيدَ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ،

===

أي: وباعدوا أنفسكم عن الأمور المحدثة بعد محمد صلى الله عليه وسلم وبعد خلفائه.

(فإن شر الأمور) وأقبحها (محدثاتها) أي: مخترعاتها ومبتدعاتها، ألا (وكل محدثة بدعة، وكلل بدعة ضلالة، ألا لا يطولن عليكم الأمد) أي: الأجل، وفي بعض النسخ: الأمل، وطوله تابع لطول الأجل، وفي طولهما ونسيان الموت تأثير في قسوة القلوب، (فتقسو قلوبكم) بالنصب بأن مضمرة بعد الفاء السببية الواقعة في جواب النهي؛ أي: لا يلقين الشيطان في قلوبكم طول البقاء في الدنيا فتقسو؛ أي: تغلظ قلوبكم.

(ألا إن ما هو آت قريب) هان كان بعيدًا في الظاهر لنا كالقيامة والآخرة، (وإنما البعيد ما ليس بآت) كالرجوع إلى الدنيا ليعمل عملًا صالحًا، وهذا تعليم وإرشاد لما ينتفع به في طول الأمد من التزود للآخرة.

(ألا إنما الشقي) المحروم من رحمة الله تعالى (من شقي) أي: من كتبت عليه الشقاوة وهو (في بطن أمه) حين ينفخ فيه الروح، (و) إنما (السعيد) الفائز برحمة الله تعالى (من وعظ) بالبناء للمفعول (بغيره) أي: من وفقه الله تعالى للاتعاظ فرأى ما جرى على غيره بالمعاصي من العقوبة، فتركها خوفًا من أن يناله مثل ما نال غيره بالمعاصي؛ أي: فعليكم بالتفكر في ذلك والبكاء له، وكيف القسوة والضحك مع سبق التقدير في النهاية، المعنى: إن قدر الله تعالى عليه في أصل خلقته ومبدئها أن يكون شقيًا ..

<<  <  ج: ص:  >  >>