والمعنى: أن الولد مخلوق من ماء الرجل وماء المرأة، فأيهما غلب .. كان الشبه له، وإذا كان للمرأة مني .. فإنزاله وخروجه منها ممكن، قال القرطبي: وما ذكره من صفة الماءين إنما هو في غالب الأمر واعتدال الحال، وإلا .. فقد تختلف أحوالهما للعوارض. انتهى من "المفهم".
وعبارة النووي: وهذه صفته في حال السلامة وفي الغالب، قال العلماء: مني الرجل في حال الصحة أبيض ثخين، يتدفق في خروجه دفقة بعد دفقة، يخرج بشهوة ويتلذذ بخروجه، وإذا خرج .. استعقب خروجه فتورًا، ورائحة كرائحة طلع النخل، ورائحة الطلع قريبة من رائحة العجين، وقيل: تشبه رائحته رائحة الفصيل، وقيل: إذا يبس كانت رائحته كرائحة البول، فهذه صفاته الغالبة، وقد يفارقه بعضها مع بقاء ما يستقل بكونه منيًا؛ وذلك بأن يمرض فيصير منيه رقيقًا أصفر، أو يسترخي وعاء المني فيسيل من غير التذاذ وشهوة، أو يستكثر من الجماع فيحمر ويصير كماء اللحم وربما خرج دمًا عبيطًا؛ أي: دمًا خالصًا، وإذا خرج المني أحمر .. فهو طاهر موجب للغسل، كما لو كان أبيض. انتهى من "النووي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم، في كتاب الحيض (٧)، باب وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها، رقم (٣٠/ ٣١١)، والنسائي في الطهارة، باب غسل المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل (١٩٥)، ومالك وأحمد.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أم سلمة بحديث خولة بنت حكيم رضي الله تعالى عنهما، فقال: