(فهم) أي: الذين يجادلون فيه (الذين عناهم الله) سبحانه وأرادهم بقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ .. }(١) أي: ميل عن الحق ... إلى آخره، (فاحذروهم) أيها المسلمون وجانبوهم ولا تجالسوهم ولا تكلموهم؛ فإنهم أهل البدع والجدل، فيحق لهم الإهانة احترازًا عن الوقوع في عقيدتهم.
قال السندي: قوله: "يا عائشة؛ إذا رأيتم" نادى عائشة؛ لحضورها في ذلك الوقت، وعدل في ضمير الخطاب إلى الجمع للتنبيه على أن معرفة هذا لا يختص بعائشة، بل يعمها وغيرها، وخاطب الغائبين وذكر الضمير؛ للتغليب، ففيه تغليبان متعاكسان، فليتأمل. انتهى.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لأن رجاله كلهم ثقات، وغرضه: الاستدلال به على الجزء الأخير من الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله لحديث عائشة المذكور بحديث أبي أمامة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٤٦) - ٤٦ - (٤)(حدثنا علي بن المنذر) الطريقي- ولد في الطريق فنسب إليه- الكوفي، صدوق، من العاشرة، مات سنة ست وخمسين ومئتين (٢٥٦ هـ). يروي عنه:(ت س ق).
قال:(حدثنا محمد بن فضيل) بن غزوان الضبي أبو عبد الرحمن الكوفي، صدوق رمي بالتشيع، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (١٩٥ هـ). يروي عنه:(ع).