المعجمة - أي: دم عرق انقطع فسال؛ أي: هو دم علة لا دم جبلة، فلا يمنع من العبادات والاستمتاع، والعاذل بالذال المعجمة وباللام، وحكى ابن سيده فيه العادل - بالدال المهملة مع اللام - وفي الصحاح: بذال معجمة وراء: العاذر؛ وهو عرق في أدنى رحم المرأة في أسفله وأقربه، وأما الحيض .. فهو دم يخرج من عرق في أقصى رحمها وأبعده وأعلاه على سبيل الصحة في أوانه.
(وليس) ذلك الدم الجاري منك على الاستمرار (بالحيضة) أي: بدم الحيضة الذي يخرج من أقصى رحم المرأة في أوانه على سبيل الصحة، قال النووي: يجوز في حاء الحيضة كسرها على معنى الهيئة والحالة، وفتحها، وهو الأظهر على معنى الحيض، (فإذا أقبلت) وجاءت (الحيضة) المعتادة لك قبل استمرار الدم بك؛ أي: جاء وقتها سواء كان من أول الشهر أو آخره أو وسطه .. (فدعي الصلاة) أي: اتركيها؛ أي: اتركي الصلاة وجميع ما يحرم بالحيض من الطواف والاستمتاع وغير ذلك، (وإذا أدبرت) أي: مضت وانقطعت حيضتك المعتادة قبل استمرار الدم؛ أي: مضى وقتها مطلقًا؛ أي: طهرًا وحيضًا .. (فاغسلي عنك الدم) أي: اغتسلي غُسل انقطاع الحيض (وصلي) في أيام استحاضتك حتى يقبل وقت حيضك المعتاد؛ أي: لا تتركي الصلاة في كل الأوقات، ولكن اتركيها في مقدار الحيض المعتاد، ويوكل ذلك إلى أمانتها وردها إلى عادتها، ويختلف ذلك باختلاف الأشخاص، وفي الحديث دلالة على أن فاطمة كانت معتادة (هذا حديث وكيع).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الحيض (٨)، باب الاستحاضة، رقم (٣٠٦)، ومسلم في الحيض (١٤)، باب الاستحاضة،