أبي داوود:(شديدة)، قال القاري: كثيرة في الكمية شديدة في الكيفية. انتهى من "التحفة".
فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنعت) مضارع مسند للمتكلم من باب فتح يفتح من النعت؛ وهو ذكر الشيء ووصفه بما فيه الك) بكسر الكاف خطابًا للمؤنث (الكرسف) -بضم الكاف وسكون الراء وضم السين-: القطن؛ أي: فإني أذكر لك الكرسف في علاج دمك؛ (فإنه) أي: فإن الكرسف (يُذهب الدم) ويقطعه، فاستعمليه من الإذهاب؛ أي: يمنع خروجه إلى ظاهر الفرج، أو المعنى: فاستعمليه في علاج دمك، لعل دمك ينقطع بذلك.
قالت أم حبيبة:(قلت) له صلى الله عليه وسلم في جواب أمره إياي باستعمال الكرسف: (هو) أي: دمي (أكثر) من ذلك، كما في رواية الترمذي؛ أي: أكثر وأشد من أن ينقطع بالكرسف؛ لاشتداده وفوره، قال عبد الرزاق:(فذكر) لنا ابن جريج عن عبد الله بن محمد بن عقيل (نحو حديث شريك) بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، ولم يذكر المؤلف هنا رواية شريك بن عبد الله عن عبد الله بن محمد بن عقيل.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في الطهارة (١١٠)، باب من قال: إذا أقبلت الحيضة .. تضع الصلاة، رقم (٢٨٧)، والترمذي في الطهارة (٩٥)، باب ما جاء في المستحاضة، رقم (١٢٨)، وقال: حديث حسن صحيح، والحاكم في "المستدرك" في الطهارة مطولًا، قال: وقد اتفق الشيخان على إخراج حديث الاستحاضة من حديث الزهري وهشام بن عروة عن عائشة، وأخرجه البيهقي (١/ ١٣٨) في كتاب الحيض، وأحمد والدارقطني.