(فقال) لي (رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنفست) بفتح همزة الاستفهام التقريري وضم النون وفتحها مع كسر الفاء فيهما وسكون السين وكسر تاء المخاطبة، ولكن فتح النون أفصح وأشهر إذا أريد به الحيض كما هنا؛ لأن المعنى: أحضت؟ وضمها أفصح إذا أُريد به معنى الولادة؛ كقولهم: نُفست فلانة -بضم النون- بمعنى ولدت، وأصل ذلك كله خروج الدم، والدم يسمى نفسًا.
قالت أم سلمة:(قلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم (وجدت ما تجد النساء من الحيضة)، فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذلك) الدم الذي رأيتيه (ما كتب الله) أي: شيء قدره الله (على بنات آدم) وحكمه عليهم، فاصبري ولا تحزني، (قالت) أم سلمة: (فانسللت) أي: تقذرت نفسي أن أصاحبه، وأنا كذلك، أو خشيت أن يصيبه شيء منها وأن يطلب استمتاعًا، وخرجت من اللحاف، (فأصلحت من شأني) بغسل الدم والتطيب، (ثم رجعت) فاضطجعت إلى جانبه وحيدة، (فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعالى) -بفتح اللام وسكون الياء- أي: أقبلي إليّ (فادخلي معي في اللحاف، قالت) أم سلمة: (فدخلت معه) صلى الله عليه وسلم في اللحاف، فاضطجعت معه في اللحاف.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الحيض، باب من سمى النفاس حيضًا، رقم (٢٩٨) وفي مواضع كثيرة، ومسلم في الحيض،