للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَتْ: كَانَتِ النُّفَسَاءُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَجْلِسُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَكُنَّا نَطْلِي وُجُوهَنَا بِالْوَرْسِ مِنَ الْكَلَفِ.

===

(قالت) أم سلمة: (كانت النفساء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تجلس) بلا صلاة ولا صوم (أربعين يومًا) من وقت ولادتها؛ أي: تجلس في نفاسها، والمراد: بعض النساء تجلس، وإلا .. فاتفاق كل النساء على عادة واحدة في النفاس بعيد، ويؤيده الرواية الآتية، (وكنا نطلي) أي: نلطخ (وجوهنا) في مدة النفاس (بالورس) نبت يُزرع في اليمن ولا يكون بغيره (من) أجل (الكلف) -بفتحتين- شيء يعلو الوجه ويزيل جماله. انتهى "سندي".

قوله: (باب ما جاء في النفساء كم تجلس) أي: وكم تمكث في نفاسها؟ وإلى أي مدة لا تصلي ولا تصوم؛ والنفاس: هو الدم الخارج عقب الولادة.

قوله: (عن مُسّة) -بضم الميم وتشديد السين- هي أم بُسّة -بضم الموحدة- قال الدارقطني: لا تقوم بها حجة، وقال ابن القطان: لا يُعرف حالها ولا عينها ولا يُعرف ذكرها في غير هذا الحديث، وأجاب عنه في البدر المنير، فقال: ولا نُسلّم جهالة عينها، وجهالة حالها مرتفعة؛ فإنه روى عنها جماعة من المحدثين: كثير بن زياد، والحكم بن عتيبة، وزيد بن علي بن الحسين، ورواه محمد بن عبيد الله العرزمي عن الحسن عن مسّة أيضًا، فهؤلاء رووا عنها، وقد أثنى على حديثها البخاري، وصحح الحاكم إسناده، فأقل أحواله أن يكون حسنًا. انتهى.

قوله: (كانت النفساء ... ) إلى آخره، قال الجوهري: النفاس ولادة المرأة إذا وضعت، فهي نفساء ونسوة نفاس، وليس في الكلام فعلاء يُجمع على فعال غير نفساء وعشراء، ويُجمع أيضًا على نفساوات وعشراوات، وامرأتان نفساوان وعشراوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>