للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَذَّنَ الظُّهْرَ فَأَبْرَدَ بِهَا وَأَنْعَمَ أَنْ يُبْرِدَ بِهَا، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ؛ أَخرَهَا فَوْقَ الَّذِي كَانَ، وَصَلَّى الْمَغْرِبَ قَبْلَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ، وَصَلَّى الْعِشَاءَ بَعْدَمَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، وَصَلَّى الْفَجْرَ فَأَسْفَرَ بِهَا، ثُمَّ قَالَ:

===

بالأذان للظهر، (فأذن) بلال لـ (الظهر، فأبرد بها) أي: فأخّر بأذاد الظهر إلى وقت حصول البرد (وأنعم) أي: بالغ في (أن يبرد بها) أي: في تأخير الظهر إلى وقت حصول البرد وزوال حر الظهيرة.

قال السندي قوله: (أمره) أي: بالإبراد (فأبرد بها) أي: بالظهر، والإبراد: هو الدخول في البرد، والباء للتعدية؛ أي: أدخلها في وقت البرد، (وأنعم أن يبرد بها) أي: بالغ في الإبراد به، وفي "تحفة الأحوذي": قوله: (فأبرد وأنعم أن يبرد) أي: أبرد بصلاة الظهر وزاد وبالغ في الإبراد، يقال: أحسن إلى فلان وأنعم؛ أي: زاد في الإحسان وبالغ، قال الخطابي: الإبراد: أن يتفيأ الأفياء وينكسر وهج الحر، فهو برد بالنسبة إلى حر الظهيرة. انتهى منه.

(ثم صلى العصر والشمس مرتفعة أخرها) أي: أخر صلاة العصر تأخيرًا (فوق) التأخير (الذي كان) وحصل في عصر اليوم الأول، قال القاري في "المرقاة": (أخرها) بالتشديد؛ أي: أخر صلاة العصر في اليوم الثاني فوق التأخير الذي وُجد في اليوم الأول؛ بأن أوقعها حين صار ظل الشيء مثليه، كما بينته الروايات الأُخر؛ يريد أن صلاة العصر كانت مؤخرة عن الظهر؛ لأنها كانت مؤخرة عن وقتها. انتهى، انتهى " تحفة".

(وصلى) النبي صلى الله عليه وسلم (المغرب قبل أن يغيب الشفق، وصلّى العشاء بعدما ذهب ثلث الليل، وصلّى الفجر فأسفر بها) أي: أدخلها في وقت إسفار الصبح؛ أي: انكشافه وإضاءته، (ثم قال) رسول الله صلى الله

<<  <  ج: ص:  >  >>