للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلَمَّا صَلَّى. . أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: "إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا وَنَامُوا، وَإنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُ الصَّلَاةَ"، قَالَ أَنَسٌ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِهِ.

===

والشك من الراوي على هذه الرواية؛ أي: أخره لشغل شغل به، ثم جاء إلينا مما شغل به، فصلى بنا.

(فلما صلى) بنا؛ أي: فرغ من الصلاة بنا. . (أقبل علينا بوجهه) الشريف، (فقال) لنا: (إن الناس) المعهودين بالصلاة غيركم وهم المسلمون (قد صلوا) العشاء الآن (وناموا، وإنكم) أيها المنتظرون لي للصلاة معي (لن تزالوا في) ثواب (صلاة) التنكير في صلاة للتعميم؛ لئلا يتوهم خصوص الحكم بصلاة العشاء، والمعنى: أي صلاة انتظرتموها. . فأنتم فيها ما دمتم تنتظرونها، والله أعلم. انتهى من "السندي".

(ما انتظرتم الصلاة) أي: مدة انتظاركم الصلاة جماعة، (قال أنس) بالسند السابق: (كأني أنظر) الآن (إلى وبيص خاتمه) صلى الله عليه وسلم؛ أي: بريقه ولمعانه، وفي رواية مسلم زيادة: (من فضة) أي: حال كون ذلك الخاتم من فضة، وجملة التشبيه في محل النصب مقول قال أنس، وزاد مسلم أيضًا في روايته جملة: (ورفع) أنس (إصبعه اليسرى) والجملة حال من أنس في قوله: (قال أنس)، وقوله: (بالخنصر) متعلق بمحذوف حال من فاعل رفع؛ وتقدير الكلام: قال أنس: كأني أنظر الآن. . . إلى آخره، والحال أن أنسًا قد رفع إصبع يده اليسرى، حالة كونه مشيرًا بالخنصر على أن خاتمه صلى الله عليه وسلم كان في خنصر يده اليسرى، وهذا الذي رفع إصبعه هو أنس رضي الله تعالى عنه، قال القرطبي: وهذا دليل على جواز اتخاذ خاتم الفضة وعلى جعله في اليد اليسرى وهو الأفضل والأحسن عن مالك، وقال القاضي: وفيه

<<  <  ج: ص:  >  >>