للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَهُوَ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ، فَخَرَجَ بِلَالٌ فَأَذَّنَ، فَاسْتَدَارَ فِي أَذَانِهِ وَجَعَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ.

===

موضع معروف بمكة، ويقال له: بطحاء مكة خارج من مكة، قاله الحافظ، ويقال له: المحصب أيضًا، (وهو) صلى الله عليه وسلم (في قبة حمراء) والجملة الاسمية حال من مفعول أتيته، قال الجزري في "النهاية": القبة من الخيام بيت صغير مستدير، وهو من بيوت العرب، (فخرج بلال) من القبة، (فأذن) للصلاة، (فاستدار) بلال؛ أي: التفت (في أذانه) في الحيعلتين يمينًا وشمالًا؛ ليسمع أذانه أهل الأطراف والجوانب، قال الحافظ في "الفتح": فيه تقييد الالتفات بالأذان وأن محله عند الحيعلتين. انتهى.

وروى هذا الحديث قيس بن الربيع عن عون، فقال: (فلما بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح .. لوى عنقه يمينًا وشمالًا، ولم يستدر). أخرجه أبو داوود، قال الحافظ في "الفتح": ويمكن الجمع بأن من أثبت الاستدارة .. عنى استدارة الرأس، ومن نفاها .. عنى استدارة الجسد كله. انتهى، (وجعل) بلال (إصبعيه) أي: أنملتي إصبعيه المسبحتين (في أذنيه).

وفي "تحفة الأحوذي": وهذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم إلا أنهما لم يذكرا فيه إدخال الإصبعين في الأذنين ولا الاستدارة، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب في المؤذن يستدير في أذانه، رقم (٥٢٠) مطولًا، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في إدخال الإصبع في الأذن في الأذان، رقم (١٩٧)، قال أبو عيسى: حديث أبي جحيفة حسن صحيح مطولًا، والنسائي، والدارمي، وأحمد، وعبد الرزاق في "مصنفه"، وابن خزيمة في "صحيحه".

فدرجته أنه في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث سعد القرظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>