للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالْحَيَاءُ شُعْبَة مِنَ الْإِيمَانِ".

===

الشهادة بالتوحيد فقط، كما هو ظاهر اللفظ، لكن عن صدق على أن الشهادة بالرسالة باب آخر.

(والحياء) بالمد لغة: تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به، وشرعًا: خلق يبعث على اجتناب القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق، والمراد هنا: استعمال هذا الخلق على قاعدة الشرع، وهو هنا مبتدأ خبره (شعبة)، و (من الإيمان) صفة لشعبة، وإنما خصه هنا بالذكر؛ لأنه كالداعي إلى باقي الشعب؛ لأنه يبعث على الخوف من فضيحة الدنيا والآخرة، فيأتمر وينزجر، ومن تأمل معنى الحياء، ونظر في قوله صلى الله عليه وسلم: "استحيوا من الله حق الحياء قالوا: إنا لنستحيي من الله يا رسول الله، والحمد لله، قال: "ليس ذلك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء: أن يحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ويذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة .. ترك زينة الدنيا، وآثر الآخرة على الأولى، فمن يعمل ذلك .. فقد استحيا من الله حق الحياء". ورأى العجب العجاب.

وقيل: الحياء نوعان: نفسانيٌّ وإيمانيٌّ؛ فالنفساني الجبلي الذي خلقه الله في النفوس؛ كالحياء من كشف العورة، ومباشرة المرأة بين الناس حتى نفوس الكفرة، والإيماني ما يمنع الشخص من فعل القبيح بسبب الإيمان؛ كالزنا، وشرب الخمر، وغير ذلك من القبائح، وهذا هو المراد في الحديث.

والشعبة في الأصل: غصن الشجرة، وفرع كل أصل، والتنكير فيها -في قوله: "والحياء شعبة من الإيمان"- للتعظيم؛ أي: شعبة عظيمة؛ لأنه يمنع تمام المعاصي.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الإيمان، باب

<<  <  ج: ص:  >  >>