بضع و (سبعون بابًا) أي: خصالًا، والشك من الراوي أو ممن دونه، وقد وقع عند مسلم من طريق سهيل بن أبي صالح عن عبد الله بن دينار:(بضع وستون أو بعض وسبعون) على الشك، وعند أصحاب "السنن الثلاثة" من طريقه: (بضع وسبعون) من غير شك، وعند البخاري من طريق سليمان بن بلال:(الإيمان بضع وستون) بلا شك، ورجح البيهقي رواية البخاري بعدم شك سليمان، وعورض بوقوع الشك عنه عند أبي عوانة، ورجح، لأنه المتيقن، وما عداه مشكوك فيه، لا يقال بترجيح رواية (بضع وسبعون) لكونها زيادة ثقة؛ لأنا نقول الذي زادها لم يستمر على الجزم، لا سيما مع اتحاد المخرج.
وهل المراد حقيقة العدد أم المبالغة؟ قال الطيبي: الأظهر معنى التكثير، ويكون ذكر البضع للترقي؛ يعني: أن شعب الإيمان أعداد مبهمة لا نهاية لكثرتها، ولو أراد التحديد .. لم يبهم، وقال آخرون: المراد حقيقة العدد، ويكون النص وقع أولًا على البضع والستين، لكونه الواقع، ثم تجددت العشر الزائدة فنص عليها، وقد حاول جماعة عدها بطريقة الاجتهاد. انتهى "ق".
والمراد من الأبواب: الخصال، وهي كناية عن كثرتها (أدناها) أي: دونها مقدارًا؛ أي: أقلها أجرًا (إماطة الأذى) وإماطة الشيء عن الشيء: إزالته عنه وإذهابه، أي: إزالة ما يؤذي الإنسان؛ كالشوك والحجر (عن الطريق) المسلوك للناس؛ أي: إماطته عن أرضه أو عن هوائه؛ كالشوك النابت في هواء الطريق، (وأرفعها) أي: أكثرها أجرًا، وأساسها (قول لا إله إلا الله) محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمراد: مجموع الشهادتين؛ أي: قولهما عن صدق قلب، أو المراد: