وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، وحكمه: الحسن، وغرضه: الاستشهاد به.
ولكن شاركه الترمذي بطريق إسرائيل عن سماك عن جابر بن سمرة بلفظ:(كان مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُمهل فلا يقيم حتى إذا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرج .. أقام الصلاة حين يراه)، قال في "التحفة": هذا الحديث يدل على أن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقيم إلا بعد أن يراه.
وقد أخرج الشيخان عن أبي قتادة مرفوعًا:"إذا أقيمت الصلاة .. فلا تقوموا حتى تروني" أي: قد خرجت، وهذا الحديث يدل على أن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقيم قبل أن يراه، ويُجمع بينهما بأن بلالًا كان يراقب وقت خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاول ما يراه يشرع في الإقامة قبل أن يراه غالب الناس، ثم إذا رأوه .. قاموا، ويشهد لذلك ما أخرجه عبد الرزاق عن ابن جريج عن ابن شهاب:(أن الناس كانوا ساعة يقول المؤذن: الله أكبر يقومون إلى الصلاة، فلا يأتي النبي صلى الله عليه وسلم مقامه حتى تعتدل الصفوف).
وفي "صحيح مسلم" و"سنن أبي داوود" و"مستخرج أبي عوانة": أنهم كانوا يعدلون الصفوف قبل خروجه صلى الله عليه وسلم، وفي حديث أبي قتادة: أنهم كانوا يقومون ساعة تقام الصلاة ولو لم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فنهاهم عن ذلك؛ لاحتمال أن يقع له شغل يبطئ فيه عن الخروج، فيشق عليهم الانتظار، كذا في "الفتح" و"النيل"، والله تعالى أعلم. انتهى من "التحفة". قال أبو عيسى: حديث جابر بن سمرة حديث حسن صحيح.