صوته على طريق المبالغة؛ أي: يستكملُ مغفرة الله إذا استوفى وسعه وطاقته في رفع الصوت، وقيل: معناه يغفر له خطاياه وإن كانت بحيث لو فرضت أجسامًا .. لملأت ما بين الجوانب التي يبلغها الصوت، وقيل: معناه تغفر له ذنوبه التي باشرها في تلك النواحي إلى حيث يبلغ صوته، وقيل: معناه يُغفر بشفاعته ذنوب من كان ساكنًا أو مقيمًا إلى حيث يبلغ صوته، وقيل: يُغفر بمعنى يستغفر؛ أي: يستغفر له كل من يسمع صوته إلى غاية صوته. انتهى من "بذل المجهود".
قال السندي: قيل: معناه؛ أي: يُغفر له قدر صوته وحده، فإن بلغ الصوت الغاية .. بلغت المغفرة الغاية، وإن كان صوته دون ذلك .. فالمغفرة كذلك، أو المعنى: لو كان له ذنوب تملأ ما بين محله الذي أذن فيه وبين ما ينتهي إليه أذانه وصوته على تقدير كونها أجسامًا .. لغُفر له، وقيل: يغفر له من الذنوب ما فعله في زمان مقدّر بهذه المسافة.
قوله:(ويستغفر له) أي: يطلب له مغفرة باقي الذنوب (كل رطب) أي: نام (ويابس) أي: جماد فيما يبلغه صوته، (وشاهد الصلاة) أي: حاضرها ممن كان غافلًا عن وقتها، وقال ابن حجر: أي: حاضر صلاة الجماعة المسببة عن أذانه، قال: هو عطف على قوله: "المؤذن يغفر له" أي: وللذي يحضر لصلاة الجماعة (يُكتب له) أي: لشاهد الصلاة أو للمؤذن (خمس وعشرون حسنة) أي: ثواب خمس وعشرين صلاة، ويؤيد الأول ما ورد في رواية:"صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بخمس وعشرين صلاة"، ويؤيد الثاني ما روي أن المؤذن يكتب له مثل أجر كل من صلى بأذانه، ثم قال العلامة القاري: