للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: الْتَمَسُوا شَيْئًا يُؤْذِنُونَ بِهِ عِلْمًا لِلصَّلَاةِ، فَأُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ.

===

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة.

(قال) أنس: (التمسوا) بصيغة الماضي؛ أي: التمس المسلمون وطلبوا وتشاوروا حين كثروا (شيئًا يؤذنون) -بضم الميم- من الإيذان؛ أي: تشاوروا في شيء يجعلون (به علمًا) أي: في شيء يجعلونه علامة (للصلاة) أي: لدخول وقت الصلاة المفروضة، وفي الكلام اختصار؛ والتقدير: أي اجتمعوا لذلك وتشاوروا فيه، فافترقوا بعد أن ذكروا ما ذكروا من بوق وناقوس قبل أن يتفقوا على شيء، فرأى عبد الله بن زيد الأذان، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقص عليه رؤياه، (فأمر بلال) بعدما ألقي عليه الأذان (أن يشفع الأذان) أي: أن يأتي بكلمات الأذان مثنى مثنى، شفعًا وشفعًا، (ويوتر الإقامة) أي: أن يأتي بكلماتها وترًا وترًا. وقوله: (أن يشفع الأذان) هذا محمول على الغالب.

قوله: (فأمر بلال) -بضم الهمزة- على صيغة المبني للمفعول؛ أي: أمر الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه الآمر الناهي .. بلال بن رباح الحبشي، وهذا هو الصواب، خلافًا لمن زعم أن الحديث موقوف، ورد بأن الخبر عن الشرع لا يُحمل إلا على الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تقرر أن قول الصحابي أمرنا نُهينا أو أُمر أو نُهي في حكم الرفع؛ لأن ذلك لا يكون إلا عن الشارع، (أن يشفع الأذان) -بفتح الياء التحتانية- أي: أن يجعل أكثر كلماته مثناة؛ أي: مكررة مرتين؛ لأنه أبلغ في النداء، وهذا مجمع عليه الآن، وحُكي في إفراده خلاف عن بعض السلف.

(ويوتر) أي: وأن يفرد (الإقامة) أي: أن يجعل جميع كلماتها وترًا؛ أي:

<<  <  ج: ص:  >  >>