للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَسْجِدِ قَوْمِي، وَيَشُقُّ عَلَيَّ اجْتِيَازُهُ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْتِيَنِي فَتُصلِّيَ فِي بَيْتِي مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مُصَلّىً فَأفْعَلْ، قَالَ: "أَفْعَلُ"، فَغَدَا رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ بَعْدَمَا اشْتَدَّ النَّهَارُ، وَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنْتُ لَهُ، وَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى قَالَ: "أَيْنَ تُحِبُّ

===

مسجد قومي، ويشق عليّ اجتيازه) أي: اجتياز ذلك السيل ومجاوزته إلى المسجد.

(فإن رأيت) يا رسول الله؛ أي: بدا وظهر لك في رأيك، وفيه تفويض الأمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الأحسن والأدب عند العظماء في طلب الحاجة منهم، لكن لا يجوز مثله في الدعاء من الله تعالى (أن تأتيني) إليّ في بيتي (فتصلي في بيتي) أي: تُعين لي من بيتي (مكانًا أتخذه) أي: اجعله (مصلىً) لنفسي إذا عجزت عن الخروج لليل .. (فافعل) ذلك الإتيان يا رسول الله، جواب إن الشرطية في قوله: فإن رأيت.

فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لعتبان: سـ (أفعل) ذلك الإتيان إليك إن شاء الله تعالى، (فغدا) أي: بكّر (رسول الله صلى الله عليه وسلم) إلى بيتي غدوًا (و) معه (أبو بكر) الصديق؛ أي: جاء أول النهار عندي ومعه أبو بكر، وقد ورد أنه قد كان معه عمر أيضًا وغيره، فلعل الاقتصار على ذكر أبي بكر؛ لأنه الرفيق الأول من البيت وغيرهم لحقوه في الطريق، كذا قيل. انتهى "سندي".

وقوله: (بعدما اشتد) حر (النهار) وارتفعت الشمس متعلق بغدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزلي، (و) لما وصل إليه .. (استأذن) أي: طلب الإذن مني في الدخول عليّ، (فأذنت له) في الدخول عليّ (و) لما دخل منزلي .. (لم يجلس حتى قال: أين تحب) أي: أي مكان تحب

<<  <  ج: ص:  >  >>