للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلْيَقُلْ: لَا رَدَّ اللهُ عَلَيْكَ؛ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا".

===

متعلق بينشد .. (فليقل) ذلك السامع للناشد: (لا) وجدتها ولا (رد) ها (الله) تعالى (عليك؛ فإن المساجد لم تُبن لهذا) أي: لطلب الضوال فيها، وإنما بُنيت للصلاة والذكر والعلم والمذاكرة في الخير ونحوها.

قوله: "ينشد" كيطلب وزنًا ومعنىً، قوله: "فليقل" السامع وجوبًا أو ندبًا، قوله: "لا ردها الله عليك" دعاء على الناشد بعدم وجدان ضالته، كما ورد في الحديث الآخر: "لا وجدت وفي حديث آخر: "أيها الناشد غيرك الواجد" زجرًا له عن ترك تعظيم المسجد، فهو معاقبة له في ماله على نقيض مقصوده، فليلحق به ما في معناه من رفع صوته فيه بما يقتضي مصلحة ترجع إلى الرافع صوته، دُعي عليه على نقيض مقصوده؛ ذلك بسبب جريمة رفع الصوت في المسجد، وإليه ذهب مالك مع جماعة، حتى كرهوا رفع الصوت في المسجد في العلم وغيره.

وأجاز أبو حنيفة وأصحابه ومحمد بن مسلمة من المالكية رفع الصوت فيه في الخصومة والعلم، قالوا: لأنهم لا بد لهم من ذلك، وهذا مخالف لظاهر الحديث، وقولهم: لا بد لهم من ذلك ممنوع، بل لهم بد من ذلك بوجهين: أحدهما: ملازمة الوقار والحرمة وبإخطار ذلك بالبال والتحرز من نقيضه، ومن خاف ما يقع فيه .. تحرز.

والثاني: أنه إذا لم يتمكن من ذلك .. فليتخذ لذلك موضعًا يخصه، كما فعل عمر، وقال: من أراد أن يلغط أو ينشد شعرًا .. فليخرج من المسجد. انتهى من "المفهم".

قوله: "فإن المساجد لم تُبن لهذا" قال ابن الملك: يجوز أن يكون هذا القول تعليلًا للدعاء عليه، ويكون المجموع مقولًا لقوله: فليقل، وأن يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>