(عن عبد الله بن مغفل) -بصيغة اسم المفعول كمحمد- ابن عبد نهم -بفتح النون وسكون الهاء- ابن عفيف بن أسحم (المزني) أبي عبد الرحمن البصري، الصحابي المشهور رضي الله عنه. يروي عنه:(ع)، مات سنة سبع وخمسين (٥٧ هـ)، وقيل: سنة ستين (٦٠ هـ)، له ثلاثة وأربعون حديثًا.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(قال) عبد الله: (قال النبي صلى الله عليه وسلم: صلوا في مرابض الغنم) جمع مربض -بكسر الباء- لأنه من ربض يربض من باب ضرب يضرب، يقال: ربض في الأرض إذا التصق بها وأقام ملازمًا لها، واسم المكان: مربض -بكسر الباء- وهو مأوى الغنم؛ مثل بروك الإبل، وفي "الصحاح": ربوض الغنم والبقر والفرس والكلب مثل بروك الإبل وجشوم الطير، قاله العيني، وورد:(فإنها بركة) أي: فإن الغنم ذو بركة، قال في "غاية المقصود": والمعنى أن الغنم ليس فيها تمرد ولا شراد، بل هي ضعيفة ومن دواب الجنة، وفيها سكينة فلا تؤذي المصلي ولا تقطع صلاته، فهي ذو بركة، فصلوا في مرابضها. انتهى.
(ولا تصلوا في أعطان الإبل؛ فإنها خُلقت من الشياطين) والأعطان جمع عطن، وهو الموضع الذي تُناخ فيه عند ورودها الماء فقط.
والحديث فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في مواضع الإبل، وعلل ذلك بقوله:"فإنها خُلقت من الشياطين" أي: إن الإبل خُلقت من الشياطين، فهذا يدل على أن علة النهي كون الإبل من الشياطين لا غير، فالإبل تعمل عمل الشياطين والأجنة؛ لأن الإبل كثيرة الشراد، فتشوش قلب