للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ .. لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً، حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ،

===

(فأحسن الوضوء) أي: أكمل الوضوء بفرائضه وآدابه، قال السندي: الفاء لتفسير كيفية الوضوء على أحسن وجه بمراعاة سننه وآدابه؛ والمعنى: إذا أراد الوضوء وشرع فيه فأحسنه.

(ثم) خرج من بيته، فـ (أتى المسجد) بقصد الصلاة حالة كونه (لا ينهزه) ولا يحركه ولا يخرجه من بيته (إلا الصلاة) أي: إلا قصد فعل الصلاة مع الجماعة؛ يعني: لا ينوي بخروجه إلا الصلاة؛ من نهز بالزاي من باب منع؛ أي: حالة كونه لا يدفع جسمه ولا يخرج قالبه من بيته إلا الصلاة، والجملة الفعلية حال من فاعل أتى، وكذا جملة قوله: (لا يريد) ولا يقصد بقلبه (إلا) فعل (الصلاة) جماعة حال من فاعل أتى؛ أي: ثم أتى المسجد حالة كونه لا يخرج قالبه من بيته إلا فعل الصلاة، ولا يقصد بقلبه إلا ثواب الجماعة، وقال السندي: وهذه الجملة كالتفسير لجملة قوله: لا ينهزه إلا الصلاة.

وقوله: (لم يخط) جواب إذا الشرطية؛ أي: لم ينقل قدمه من موضع إلى آخره (خطوة) أي: مرة من خطواته إلى المسجد، وقوله: لم يخط؛ من خطا يخطو من باب دعا، يقال: خطا بقدمه خطوة -بالفتح- إذا نقلها من موضع إلى آخر، والخطوة بفتح الخاء المعجمة للمرة؛ كجلسة، وبالضم ما بين القدمين .. (إلا رفعه الله) تعالى؛ أي: رفع ذلك المتوضئ الماشي إلى المسجد (بها) أي: بسبب تلك الخطوة (درجة) أي: منزلة من منازل الآخرة، (وحط) أي: أقال وأسقط (عنه) أي: عن ذلك المتوضئ (بها) أي: بسبب تلك الخطوة (خطيئة) أي: سيئة.

وقوله: (حتى يدخل المسجد) غاية لقوله: "لم يخط خطوة"، والمعنى:

<<  <  ج: ص:  >  >>