الجنة، قوله:(قالوا: بلى يا رسول الله) فائدة السؤال والجواب أن يكون الكلام أوقع في النفس بحكم الإبهام والتبيين.
قوله:(إسباغ الوضوء) أي: إتمامه وإكماله باستيعاب المحل بالغسل وتطويل الغرة، وتكرار الغسل ثلاثًا، قوله:(عند المكاره) جمع مكره -بفتح الميم- وهو ما يكرهه شخص ويشق عليه، والكره -بالضم والفتح- المشقة؛ أي: بأن يتوضأ مع برد شديد ومع علل يتأذى معها بمس الماء، ومع إعوازه والحاجة إلى طلبه والسعي في تحصيله وابتياعه بالثمن الغالي ونحوها مما يشق، كذا في "المجمع". انتهى "تحفة الأحوذي".
قوله: "وكثرة الخطا إلى المساجد" والخطى -بضم الخاء المعجمة- جمع خطوة -بضمها- وهي ما بين القدمين، قال النووي: كثرة الخطى تكون ببعد الدار وكثرة التكرار.
(وانتظار الصلاة) أي: وقتها أو جماعتها (بعد) فراغه من (الصلاة) التي صلاها أولًا مع الجماعة؛ كانتظار العصر بعد الظهر مثلًا؛ يعني: إذا صلى بالجماعة أو منفردًا، ثم ينتظر صلاة أخرى، ويعلّق فكره بها بأن يجلس في المجلس، أو في بيته ينتظرها، أو يكون في شغله وقلبه معلق بها، وزاد الترمذي في روايته: "فذلكم الرباط" بلا تكرار، وفي أخرى له بتكراره ثلاثًا -بكسر الراء- وأصل الرباط أن يربط الفريقان خيولهم في ثغر كل منهما معدًا لصاحبه؛ يعني: أن المواظبة على الطهارة ونحوها كالجهاد، وقيل: معناه أن هذه الخلال تربط صاحبها عن المعاصي وتكفه عن المحارم، كذا في "المجمع".
وقال النووي في "شرح مسلم": قوله: "فذلكم الرباط" أي: الرباط المرغب فيه، وأصل الرباط الحبس على الشيء، كأنه حبس نفسه على هذه الطاعة،