وقيل: إنه أفضل الرباط، كما قيل: الجهاد جهاد النفس، ويحتمل أنه الرباط المتيسر الممكن؛ أي: إنه من أنواع الرباط. انتهى.
وقال القاضي: إن هذه الأعمال هي المرابطة الحقيقية؛ لأنها تسد طرق الشيطان على النفس، وتقهر الهوى، وتمنعها من قبول الوساوس، فيغلب بها حزب الله جنود الشيطان، وذلك هو الجهاد الأكبر، وقوله:"ثلاثًا" أي: قال هذه الكلمة؛ يعني: كلمة "فذلكم الرباط" ثلاث مرات، وحكمة تكرارها الاهتمام وتعظيم شأنها، وقيل: كررها على عادته في تكرار الكلام ليفهم، والأول أظهر، والله أعلم. انتهى من "التحفة".
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكنه صحيح لغيره؛ لأنه شاركه في روايته مسلم والترمذي والنسائي من حديث أبي هريرة، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث ابن مسعود رضي الله عنهما، فقال:
(١٠٧) -٧٦٣ - (٤)(حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن إبراهيم) بن مسلم العبدي أبي إسحاق (الهجري) -بفتحتين- ضعيف، من الخامسة. يروي عنه:(ق).
(عن أبي الأحوص) عوف بن مالك بن نضلة الجشمي الكوفي، ثقة، من الثالثة، قتل قبل المئة في ولاية الحجاج على العراق. يروي عنه:(م عم).