للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ،

===

(ولو تركتم سنة نبيكم) بترك الجماعة في الصلوات الخمس .. (لضللتم) وأخطأتم عن طريق الهدى التي تركها لكم، وفي رواية أبي داوود: "لكفرتم"، وهو على التغليظ، أو على الترك تهاونًا وقلة مبالاة وعدم اعتمادها حقا، أو لفعلتم فعل الكفرة، وقال الخطابي: إنه يؤدي إلى الكفر؛ بأن تتركوا شيئًا فشيئًا حتى تخرجوا من الملة، نعوذ بالله منه. انتهى من "السندي".

(ولقد رأيتنا) أي: وأقسم لكم بالإله الذي لا إله غيره؛ لقد رأيت أنفسنا معاشر الصحابة ليواظب كل منا على فعلها جماعة، (وما يتخلف) أي: والحال إنه لا يتخلف (عنها) أي: عن جماعتها رجل منا (إلا) رجل (منافق معلوم النفاق) أي: بيّن النفاق وظاهره، كما هو رواية أبي داوود، وفي رواية مسلم: (معلوم النفاق) كرواية ابن ماجه.

قوله: (ولقد رأيتنا) أي: نحن معاشر الصحابة أو جماعة المسلمين، قال الطيبي: قد تقرر أن اتحاد الفاعل والمفعول إنما يجوز في أفعال القلوب، وهي من نواسخ المبتدأ والخبر، والمفعول الثاني الذي هو بمنزلة الخبر محذوف ها هنا، وسدّ قوله: (وما يتخلف عنها) أي: عن صلاة الجماعة في المسجد من غير عذر أو بوصف الدوام وهو حال مسده، وتبعه ابن حجر، لكن في اتحاد الفاعل والمفعول ها هنا نظر؛ إذ المراد بالفاعل المتكلم وحده، وبالمفعول هو وغيره، قاله علي القاري في "المرقاة". انتهى.

قال الشمني: ليس المراد بالمنافق ها هنا من يُبطن الكفر ويظهر الإسلام، وإلا .. لكانت الجماعة فريضة؛ لأن من يُبطن الكفر كافر، ولكان آخر الكلام مناقضًا لأوله. انتهى.

وفيه أن مراده أن النفاق سبب التخلف لا عكسه، وأن الجماعة واجبة

<<  <  ج: ص:  >  >>