للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: فَتَوَجَّعْتُ لَهُ فَقُلْتُ: يَا فُلَانُ؛ لَوْ أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا يَقِيكَ الرَّمَضَ وَيَرْفَعُكَ مِنَ الْوَقَعِ وَيَقِيكَ هَوَامَّ الْأَرْضِ فَقَالَ: وَاللهِ، مَا أُحِبُّ أَنَّ بَيْتِي بِطُنُبِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

===

والنكرة في سياق النفي تعم؛ أي: وكان تصيبه كل صلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(قال) أُبي: (فتوجعت) أي: تألمت وتأسفت (له) أي: لذلك الرجل لبُعده ومشقته بالمشي، (فقلت) لذلك الرجل الأبعد بيتًا: (يا فلان) كناية عن اسم ذلك الرجل الأبعد؛ (لو أنك اشتريت حمارًا) تركبه، فـ (يقيك) أي: فيكون لك ذلك الحمار وقاية وسترًا من حرارة (الرمض) أي: من حرارة الرمال الحامية في النهار من شدة حر الشمس، (ويرفعك) ذلك الحمار (من الوقع) أي: من وقوع قدمك على الحجارة وتتأثر بها في الليل بالصدمة والجراحة، وفي "النهاية": الوقع -بالتحريك-: أن تصيب الحجارة القدم فتوهنها.

(ويقيك) ذلك الحمار ويحفظك ويسترك (هوام الأرض) أي: يكون لك سترًا ووقاية من إذاية هوام الأرض وحشراتها في الليلة الظلماء؛ كالعقرب والحيات والرتيلاء وغيرها من الحيوان السامة، وجواب لو الشرطية محذوف؛ تقديره: لكان خيرًا لك، ويصح أن تكون لو بمعنى لولا التحضيضية، والتحضض: الطلب بعنف وشدة؛ أي: هلا اشتريت حمارًا يقيك من الحرارة ومن هوام الأرض في الليل.

(فقال) لي ذلك الرجل: (والله) أي: أقسمت لك بالإله الذي لا إله غيره على أني (ما أحب أن بيتي) مطنب مشدود مربوط (بطنب) أي: بحبال (بيت محمد صلى الله عليه وسلم) ملاصق به، والطنب -بضمتين-: واحد أطناب الخيمة؛ أي: حبالها التي تربط بها على الأوتاد؛ أي: ما أحب أن

<<  <  ج: ص:  >  >>