يكون بيتي مربوطًا مشدودًا بطنب بيته صلى الله عليه وسلم، فيكون أقرب البيوت في المدينة إلى المسجد، وقد يُستعار الطنب للناحية، وهو كناية عن القُرب إلى المسجد؛ والمعنى: أني ما أحب أن يكون بيتي إلى جانب بيته صلى الله عليه وسلم، ولا أن يكون بيتي ملصقًا بالأطناب ببيت محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأني أحتسب عند الله تعالى كثرة خُطاي من بيتي إلى المسجد ومنه إلى بيتي.
(قال) أُبي بن كعب: (فحملت) على ظهر قلبي (به) أي: بسبب قول ذلك الرجل مع مشقته ببُعد بيته من المسجد (حملًا) ثقيلًا من الهم؛ أي: استعظمت قوله واستغربته مع مشقته وأهمني حاله وشأنه، وفي "السنوسي" قوله: (حملًا) ثقيلًا -بكسر الحاء- أي: حملت بسبب قوله هذا حملًا ثقيلًا عظيمًا، شبه ما اعتراه من استعظام مقالته وثقلها عليه بحمل محسوس يحمله على ظهره. انتهى، وفي بعض الهوامش: قوله: (فحملت به) كذا وُجد مضبوطًا في النسخ المعتمدة بالتخفيف وبالبناء للفاعل، ولو ضبط بتشديد الميم مع البناء للمفعول .. لكان أوضح؛ لأن التحميل يتضمن معنى التثقيل، فيكون لتعديته بالباء وجه، كما يعلم ذلك بمراجعة "لسان العرب".
والمعنى كما في "النووي" عن القاضي: أنه عظم على حاله وثقل واستعظمت قوله لبشاعة لفظه، وأهمني ذلك، وليس المراد به هنا: الحمل على الظهر. انتهى.
أي: حملت به همًا شديدًا (حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك) القول الذي قال (له) صلى الله عليه وسلم؛ أي: عراني ثقل قوله