وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قالت) عائشة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو يعلم الناس ما في) جماعة (صلاة العشاء، و) ما في جماعة (صلاة الفجر) من الأجر العظيم .. (لأتوهما) أي: لأتوا جماعة صلاة العشاء والفجر وجاءوهما، (ولو) لم يمكن حضورهما إلا بكلفة ومشقة، كأن حضروهما (حبوًا) والحبو -بفتح الحاء وسكون الموحدة-: المشي على البطن، يقال: حبا الولد إذا زحف على يديه وبطنه. انتهى م ج.
قوله:"لأتوهما" أي: لحضروا لأجلهما ولو مع كلفة، وفيه تنزيل من لا يأتي ولا يعمل بعلمه منزلة من يعلم، وإلا .. فكم ممن يعلم ذلك بخبر الشارع ولا يحضر بلا كلفة؟ ! انتهى من "السندي".
قال الطيبي: قوله: "ولو حبوًا" خبر لكان المحذوفة؛ أي: ولو كان الإتيان حبوًا؛ وهو أن يمشي على يديه وركبتيه أو استه، ويجوز أن يكون التقدير: ولو أتيتموها حبوًا؛ أي: حابين، تسمية بالمصدر مبالغة. انتهى من "العون".
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عائشة بحديث أبي هريرة رضي الله عنهما، فقال: