(عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: من صلى) مخلصًا لله تعالى، كما في رواية الترمذي (في مسجد) أي: مسجد كان (جماعة) أي: في جماعة (أربعين ليلة) أي: ويومًا حالة كونه (لا تفوته الركعة الأولى) أي: لا تفوته تكبيرة الإحرام في الركعة الأولى، قال في "التحفة": وظاهره تكبيرة الإحرام مع الإمام (من صلاة العشاء .. كتب الله له) أي: لذلك المصلي (بها) أي: بتلك الجماعة (عتقًا) ونجاة وسلامة (من النار) الأخروية.
قال علي القاري: ويحتمل إرادة تكبيرة الإحرام للمقتدي عند لحوق الركوع، فيكون المراد: إدراك الصلاة بكمالها مع الجماعة، وهو يتم بإدراك الركعة الأولى، كذا قاله القاري في "المرقاة".
قلت: هذا الاحتمال بعيد، والظاهر الراجح هو الأول؛ يعني: إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام، كما يدل عليه رواية أبي الدرداء مرفوعًا:"لكل شيء أنف، وإن أنف الصلاة التكبيرة الأولى، فحافظوا عليها" أخرجه ابن أبي شيبة. انتهى من "تحفة الأحوذي" بتصرف.
قوله:"كتب الله له عتقًا من النار" ولا يكون العتق منها إلا بمغفرة الصغائر والكبائر جميعًا. انتهى "سندي".
قال أبو عيسى: قد روي هذا الحديث موقوفًا على أنس، ولا أعلم أحدًا رفعه، قال القاري: ومثل هذا ما يقال من قبل الرأي، فموقوفه في حكم المرفوع، قال ابن حجر: رواه الترمذي بسند منقطع، ومع ذلك يعمل به في فضائل الأعمال، وروى البزار وأبو داوود خبر: "لكل شيء صفوة، وصفوة