للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَبَّرَ .. سَكَتَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ قَالَ: فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؛ أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ فَأَخْبِرْنِي مَا تَقُولُ؟ قَالَ: "أَقُولُ: اللَّهُمَّ؛ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ

===

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) أبو هريرة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر) للإحرام .. (سكت بين التكبير والقراءة) أراد بالسكوت ألا يقرأ القرآن جهرًا ولا يسمع الناس، وإلا .. فالسكوت الحقيقي ينافي القول، فلا يصح السؤال بقوله: ما تقول؟ أي: في سكوتك. انتهى "سندي".

(قال) أبو هريرة: (فقلت) له صلى الله عليه وسلم: (بأبي أنت وأمي) أي: أنت مفدي بأبي وأمي من كل مكروه، (أرأيت سكوتك) أي: أخبرني عن سكوتك (بين التكبير) للإحرام (والقراءة) أي: بين الشروع في قراءة الفاتحة، (فأخبرني ما تقول) في ذلك السكوت؟ فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقول) في ذلك السكوت سرًّا: (اللهم؛ باعد بيني وبين خطاياي) أي: بين أفعال فعلتها تصير خطايا على، فالمطلوب الحفظ وتوفيق الترك، أو بين ما فعلتها من الخطايا، والمطلوب المغفرة، وأمثال هذا السؤال منه صلى الله عليه وسلم من باب إظهار العبودية وتعظيم الربوبية، وإلا .. فهو مع عصمته مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لو كان هناك ذنب.

وقيل: المراد بالمغفرة في حقه مشروط بالاستغفار، والأقرب أن الاستغفار له زيادة خير والمغفرة حاصلة بدون ذلك لو كان هناك ذنب، وفيه إرشاد للأمة إلى الاستغفار وتعليم لهم كيفية الاستغفار. انتهى "سندي".

قوله: (بأبي أنت وأمي) قال التوربشتي: الباء متعلقة بمحذوف، قيل: هو اسم فيكون ما بعده مرفوعًا؛ تقديره: أنت مفدي بأبي وأمي، وقيل: هو فعل؛

<<  <  ج: ص:  >  >>