للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ الْقِرَاءَةَ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

===

عليه وسلم) في قراءة القرآن في الصلاة (يفتتح القراءة بـ) سورة الفاتحة؛ يعني: ({الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}) (١) إلى آخر السورة، وقوله: (بالحمد) بالرفع على الحكاية وإظهار ألف الوصل، ويجوز حذف همزة الوصل، وكذا جر الدال على الإعراب، قال النووي: يستدل به مالك وغيره ممن يقول: إن البسملة ليست من الفاتحة، وجواب الشافعي رحمه الله والأكثرين القائلين بأنها من الفاتحة: أن معنى الحديث: أنه يبتدئ القرآن بسورة الحمد لله رب العالمين، لا بسورة أخرى، فالمراد بيان السورة التي يبتدئ بها في الصلاة، وقد قامت الأدلة على أن البسملة من الفاتحة. انتهى من "العون".

قال الحافظ ابن حجر: في "تخريج أحاديث الهداية" الذي يتحصل من البسملة أقوال:

أحدها: أنها ليست من القرآن أصلًا إلا في سورة النمل، وهذا قول مالك وطائفة من الحنفية ورواية عن أحمد.

ثانيها: أنها آية من كل سورة، أو بعض آية، كما هو المشهور عن الشافعي وممن وافقه، وعن الشافعي أنها آية من الفاتحة دون غيرها، وهو رواية عن أحمد.

ثالثها: أنها آية من القرآن مستقلة برأسها وليست من السور، بل كتبت في كل سورة للفصل بينها؛ فقد روى مسلم عن المختار بن فلفل عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لقد أنزلت على سورة آنفًا، ثم قرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} (٢) ". أخرجه مسلم، وعن ابن عباس،


(١) سورة الفاتحة: (٢).
(٢) سورة الكوثر: (١).

<<  <  ج: ص:  >  >>