يسرون) رواه ابن خزيمة، قال الحافظ: والذي يمكن أن يجمع به مختلف ما نقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يجهر بها، فحيث جاء عن أنس أنه كان لا يقرؤها .. مراده: نفي الجهر، وحيث جاء عنه إثبات القراءة .. فمراده: السر.
وقد ورد نفي الجهر عنه صريحًا، فهو المعتمد، وقول أنس في رواية مسلم:(لا يذكرون بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ في أول قراءة ولا في آخرها) محمول على نفي الجهر أيضًا؛ لأنه هو الذي يمكن نفيه، واعتماد من نفى مطلقًا بقول:(كانوا يفتتحون القراءة بالحمد) لا يدل على ذلك؛ لأنه كان يفتتح بالتوجه، وسبحانك اللهم، وبباعد بيني وبين خطاياي، وبأنه كان يستعيذ، وغير ذلك من الأخبار الدالة على أنه يقدم على قراءة الفاتحة شيئًا بعد التكبير، فيحمل قوله:(يفتتحون) أي: الجهر لتأتلف الأخبار. انتهى، انتهى من "العون".
فالحديث: أنه في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، فغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث عائشة بحديث أبي هريرة رضي الله عنهما، فقال:
(١٤٤) - ٨٠٠ - (٣)(حدثنا نصر بن علي) بن نصر بن علي بن صهبان -بضم الصاد المهملة وسكون الهاء- الأزدي (الجهضمي) ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين (٢٥٠ هـ). يروي عنه:(ع).
(وبكر بن خلف) البصري أبو بشر، صدوق، من العاشرة، مات بعد سنة أربعين ومئتين (٢٤٠ هـ). يروي عنه:(دق).