وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأذان، باب ما يقول بعد التكبير، ومسلم في كتاب الصلاة، باب حجة من قال: لا يجهر بالبسملة، رقم (٣٩٩)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب من لم يجهر ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، رقم (٧٨٢)، والنسائي في كتاب الافتتاح، باب الجهر ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في افتتاح القراءة بالحمد لله رب العالمين، رقم (٢٤٦).
قال أبو عيسى: قال الشافعي: إنما معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين؛ معناه: أنهم كانوا يبتدئون بقراءة فاتحة الكتاب قبل السورة، وليس معناه أنهم كانوا لا يقرؤون بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وكان الشافعي يرى أن يبدأ ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وأن يجهر بها إذا جهر بالقراءة. انتهى.
وقيل: المعنى: كانوا يفتتحون بهذا اللفظ تمسكًا بظاهر الحديث، وهذا قول من نفى قراءة البسملة، لكن لا يلزم من قوله: كانوا يفتتحون بالحمد، أنهم لم يقرؤوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سرًّا، وقد أطلق أبو هريرة السكوت على القراءة سرًّا، كذا في "فتح الباري". انتهى " تحفة الأحوذي".
واعلم: أنه قد اختلف في لفظ حديث أنس اختلافًا كثيرًا: ففي لفظ: (فلم أسمع أحدًا منهم يقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) رواه أحمد ومسلم، وفي لفظ:(فكانوا لا يجهرون ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) رواه أحمد والنسائي على شرط الصحيح، وفي لفظ:(لا يذكرون بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ في أول قراءة ولا في آخرها) رواه مسلم، وفي لفظ:(فلم يكونوا يستفتحون القراءة ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) رواه عبد الله بن أحمد في "مسند أبيه"، وفي لفظ: (كانوا