للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبيهِ قَالَ: وَقَلَّمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَشَدَّ عَلَيْهِ فِي الْإِسْلَامِ حَدَثًا مِنْهُ، فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقْرَأُ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ؛

===

(عن أبيه) عبد الله بن مغفل المزني الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن ابن عبد الله بن مغفل مختلف فيه.

(قال) يزيد بن عبد الله بن مغفل: (وقلما) وهو من الأفعال المكفوفة عن العمل بما الكافة؛ وهي أربعة: قلما، كثرما، طالما، قصرما، ولكن الأولى هنا جعل ما مصدرية، وجملة (رأيت) صلة ما المصدرية في تأويل مصدر مرفوع على الفاعلية لقل؛ أي: وقل رؤيتي (رجلًا أشد عليه) أي: أبغض عنده (في الإسلام حدثًا) أي: أبغض عنده أمر محدث في الإسلام ومبدع (منه) أي: من عبد الله بن مغفل؛ يعني: أباه، وقوله: قال: قلما ... إلى آخره، كلام بعض الرواة عنه.

وقوله: (أشد عليه في الإسلام حدثًا منه) هكذا في نسخ ابن ماجه بنصب حدثًا ولا يخفى أنه يلزم أن يكون حينئذ في أشدَّ ضمير يرجع إلى الرجل ويكون (حدثًا) منصوبًا على التمييز، فيرجع المعنى: أي: أشد هو على نفسه من جهة الحدث في الإسلام، وهذا معنىً بعيد لا يكاد يراد ها هنا، ولفظ الترمذي: (أبغض إليه في الإسلام) يعني: منه، وهذا أقرب، فلعل ما هنا؛ يعنى: ما في "ابن ماجه " تحريف من النساخ، ويكون الصواب: (أشد عليه الحدث في الإسلام). انتهى من " السندي".

قال ابن عبد الله بن المغفل: (فسمعني) أبي عبد الله بن المغفل (وأنا) أي: الحال أني (أقرأ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (١)، فقال) لي أبي: (أي بني)


(١) سورة الفاتحة: (١).

<<  <  ج: ص:  >  >>