للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِيَّاكَ وَالْحَدَثَ؛ فَإِنِّي صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَ عُمَرَ وَمَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ أَسْمَعْ رَجُلًا مِنْهُمْ يَقُولُهُ، فَإِذَا قَرَأتَ .. فَقُلِ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

===

أي: يا بني، تصغير شفقة؛ (إياك والحدث) منصوب على التحذير بعامل محذوف وجوبًا لقيام المعطوف مقامه؛ أي: حذر نفسك من الأمر المحدث في الإسلام والمبدع، واتق منه ولا تفعله؛ وهو الجهر بالبسملة؛ (فإني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر ومع عمر ومع عثمان، فلم أسمع رجلًا منهم) أي: من هؤلاء الخلفاء (يقوله) أي: يقول: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.

(فإذا قرأت) يا ولدي في الصلاة .. (فقل: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}) (١) ولا تقل قبله: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ولم يذكر عليًّا رضي الله تعالى عنه؛ لأن عليًّا عاش في خلافته بالكوفة، وما أقام بالمدينة إلا يسيرًا، فلعل عبد الله بن مغفل لم يدركه ولم يضبط صلاته، كذا في "إنجاح الحاجة على ابن ماجه".

قوله: (فلم أسمع رجلًا منهم) هذا نفي للسماع، ونفيه للسماع لا يستلزم نفي القراءة، وإنما يستلزم نفيه جهرًا، وبالجملة: فالنظر في أحاديث الباب كلها يفيد أن البسملة تقرأ سرًّا لا جهرًا، لا أنها لا تقرأ أصلًا كمذهب مالك، ولا أنها تقرأ جهرًا كمذهب الشافعي، وهذا مما لا يشك فيه المنصف بعد النظر، والله أعلم. انتهى "سندي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في ترك الجهر ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، رقم (٢٤٤)، والنسائي في


(١) سورة الفاتحة: (٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>