القرشي المخزومي الصحابي الصغير رضي الله تعالى عنه، مات سنة خمس وثمانين (٨٥ هـ). يروي عنه:(ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات، أو الحسن؛ لأن أصبغ تغير في آخره.
(قال) عمرو: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يقرأ في) صلاة (الفجر) سورة التكوير، و (كأني) الآن (أسمع قراءته) صلى الله عليه وسلم قوله تعالى في سورة التكوير: ({فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}) (١)، والخنس: جمع خانس؛ وهي الكواكب الرواجع من آخر الفلك إلى أوله، (الجوار) جمع جارية بمعنى سائرة؛ وهي التي تجري مع الشمس والقمر، أصله الجواري حذفت منه الياء في رسم المصحف تبعًا للفظ، (الكنس) جمع كانس؛ وهو الداخل في الكناس؛ أي: في الحجاب والستارة المستتر به، والجار والمجرور متعلق بأقسم، و (لا) صلة، أو رد لكلام سابق؛ أي: ليس الأمر كما تزعمون أيها الكفرة من أن القرآن سحر أو شعر أو أساطير، ثم ابتدأ فقال: أقسم بالخنس؛ والمعنى: أقسم بالكواكب الرواجع من آخر الفلك إلى أوله التي تجري مع الشمس والقمر التي تختفي تحت ضوء الشمس، وهي ما عدا النيرين من السبعة السيارة المجموعة في قول بعضهم:
زحل شرى مريخه من شمسه ... فتظاهرت لعطارد الأقمار
وإن أردت إتقانها .. فراجع تفسيرنا "الحدائق"، والله أعلم.