لك الحمد، ولا يقول معه: سمع الله لمن حمده، ومذهبنا أنه يجمع بينهما الإمام والمأموم والمنفرد؛ لأنه ثبت أنه صلى الله عليه وسلم جمع بينهما، وثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، ومعنى سمع الله لمن حمده؛ أي: أجاب دعاء من حمده، ومعنى يسمع الله لكم: يستجيب دعاءكم.
قوله: "ربنا لك الحمد" هكذا هو ها هنا بلا واو، وفي غير هذا الموضع:(ربنا ولك الحمد)، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بإثبات الواو وبحذفها، وكلاهما جاءت به روايات كثيرة، والمختار أنه على وجه الجواز، وأن الأمرين جائزان، ولا ترجيح لأحدهما على الآخر. انتهى "عون المعبود".
(وإذا سجد .. فاسجدوا) عقبه، ولا تبادروه في السجود، (وإذا صلى جالسًا .. فصلوا جلوسًا) أي: جالسين، وفي بعض النسخ زيادة:(أجمعين) بالياء، والقياس أجمعون، لأنه توكيد لضمير (صلوا) كما في رواية أبي داوود.
قوله: "جلوسًا" جمع جالس، فهو حال من ضمير (صلوا)، قال السندي قوله: "وإذا صلى جالسًا .. فصلوا جلوسًا" ظاهره أن الجلوس عند جلوس الإمام من جملة الائتمام به، فينبغي أن يكون واجبًا، وغالب الفقهاء لا يرونه جائزًا، وفيه كلام طويل لعله يجيء في محل آخر.
قال الإمام الخطابي في "المعالم": ذكر أبو داوود هذا الحديث من رواية جابر وأبي هريرة وعائشة، ولم يذكر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر ما صلاها بالناس وهو قاعد والناس خلفه قيام، وهو آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن عادة أبي داوود فيما أنشأه من أبواب هذا الكتاب أن