أقرم عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث، والعمل عليه عند أهل العلم، وهذا الحديث يدل عل أن السنة في السجود أن ينحي يديه عن جنبيه، ولا خلاف في ذلك، وأخرجه النسائي أيضًا في كتاب الافتتاح، باب صفة السجود، رقم (١١٠٧).
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد، فغرضه بسوقه: الاستشهاد به لحديث ميمونة.
قال أبو عيسى: وفي الباب عن ابن عباس وابن بحينة وجابر وأحمر بن جزء وميمونة وأبي حميد وأبي أسيد وأبي مسعود وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة والبراء بن عازب وعدي ابن عميرة وعائشة.
أما حديث ابن عباس .. فأخرجه أحمد، ولفظه قال:(أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلفه، فرأيت بياض إبطيه وهو مجنح قد فرج يديه).
وأما حديث ابن بحينة عبد الله، وبحينة اسم أمه .. فأخرجه الشيخان، ولفظه:(إذا صلى .. فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه).
وأما حديث جابر .. فأخرجه أحمد، وأبو عوانة في "صحيحه"، ولفظه:(إذا سجد .. جافى حتى يرى بياض إبطيه).
وأما حديث أحمر بن جزء .. فأخرجه أحمد وأبو داوود وابن ماجه، وصححه ابن دقيق العيد على شرط البخاري، ولفظه: قال: (إن كنا لنأوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما يجافي مرفقيه عن جنبيه إذا سجد).
وأما حديث ميمونة وأبي حميد .. فأخرجه مسلم، ولفظهما:(كان إذا سجد .. خَوَّى بيديه حتى يرى وضح إبطيه).