(فإنه) أي: فإن أحدكم أو المصلي (إذا قال ذلك) أي: لفظ وعلى عباد الله الصالحين .. (أصابت) أي: شملت وعمت هذه الكلمة؛ أي: كلمة عباد الله (كل عبد صالح) موجود (في السماء والأرض) وغيرهما؛ أي: عم كلهم فتستغنون عن قولكم: السلام على فلان وفلان، وقيل: أي: أصاب ثوابه أو بركاته كل عبد. انتهى "سندي". وجملة إن معترضة بين قوله: عباد الله الصالحين وما بعده، وفائدة الإتيان بها الاهتمام بها؛ لكونه أنكر عليهم عد الملائكة واحدًا واحدًا، ولا يمكن استيفاؤهم، وفيه أن الجمع المحلى بالألف واللام للعموم، وأن له صيغًا، وهذه منها.
(أشهد أن لا إله إلا الله) زاد ابن أبي شيبة: (وحده لا شريك له) وسنده ضعيف، لكن ثبتت هذه الزيادة في حديث أبي موسى المذكور في "مسلم"، وفي حديث عائشة الموقوف في "الموطأ": (وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله) بالإضافة إلى الضمير، وفي حديث ابن عباس عند مسلم وأصحاب السنن:(وأشهد أن محمدًا رسول الله) بالإضافة إلى الظاهر، وهو الذي رجحه الشيخان الرافعي والنووي، وأن الإضافة إلى الضمير لا تكفي، لكن المختار أنه يجوز ورسوله، لما ثبت في "مسلم"، ورواه البخاري هنا أيضًا.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في مواضع كثيرة؛ منها: كتاب الأذان، وكتاب العمل في الصلاة، وكتاب التوحيد، باب التشهد في الأخيرة، ومسلم في كتاب الصلاة، باب التشهد في الصلاة، رقم (٥٥ - ٩٦٨)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب التشهد، رقم (٩٦٨)، والترمذي في أبواب الصلاة، باب ما جاء في التشهد، رقم (٢٨٩)، قال: وفي الباب عن ابن عمر وأبي موسى وعائشة، قال أبو عيسى: حديث ابن مسعود قد روي عنه من غير