للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ،

===

العبادات الفعلية، والطيبات العبادات المالية، وأتى بالصلوات والطيبات معطوفًا بالواو، لعطفه على التحيات، أو أن الصلوات مبتدأ خبره محذوف، والطيبات معطوف عليها، فالأول عطف الجملة على الجملة، والثاني عطف المفرد على الجملة، قاله البيضاوي، وقال العيني: كل واحد من الصلوات والطيبات مبتدأ حذف خبره؛ أي: الصلوات لله والطيبات لله، فالجملتان معطوفتان على الأولى، وهي التحيات لله.

(السلام) أي: السلامة من المكاره، أو السلام الذي وجه إلى الرسل والأنبياء، أو الذي سلمه الله عليك ليلة المعراج، فأل للعهد التقديري، أو المراد حقيقة السلام الذي يعرفه كل أحد عمن يصدر وعلى من ينزل، فتكون أل للجنس، أو هي للعهد الخارجي إشارة إلى قوله تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} (١)، (عليك أيها النبي) الأمي العربي، (ورحمة الله) تعالى (وبركاته) عليك، وإنما قال: عليك فعدل عن الغيبة إلى الخطاب مع أن لفظ الغيبة يقتضيه السياق؛ لأنه اتباع الرسول بعينه حين علم الحاضرين من أصحابه، وأمرهم أن يفردوه بالسلام عليه؛ لشرفه ومزيد حقه.

(السلام) الذي وجه إلى الأمم السالفة من الصلحاء (علينا) يريد به المصلي نفسه والحاضرين معه من الإمام والمأمومين والملائكة (وعلى عباد الله الصالحين) أي: القائمين بما عليهم من حقوق الله وحقوق العباد، وهو تعميم بعد تخصيص، وجوز النووي حذف اللام من السلام في الموضعين، قال: والإثبات أفضل وهو الموجود في روايات "الصحيحين".


(١) سورة النمل: (٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>