(فقال) لنا: (لا تقولوا: السلام على الله؛ فإن الله هو السلام) أي: أنه اسم من أسمائه تعالى، ومعناه: السالم من سمات الحدوث، أو المسلم عباده من المهالك، أو المسلم على عباده في الجنة، أو أن كل سلام ورحمة له ومنه وهو مالكهما ومعطيهما، فكيف يدعى له بهما وهو المدعو؟ ! وقال ابن الأنباري: أمرهم أن يصرفوه إلى الخلق؛ لحاجتهم إلى السلامة وغناه سبحانه وتعالى عنها.
(فإذا جلستم) في آخر الصلاة أو في وسطه .. (فقولوا) بصيغة الأمر المقتضية للوجوب، وفي حديث ابن مسعود عند الدارقطني بإسناد صحيح: وكنا لا ندري ما نقول قبل أن يفرض علينا التشهد: (التحيات) جمع تحية؛ وهو السلام أو البقاء أو الملك أو السلامة من الآفات أو العظمة؛ أي: كل أنواع التعظيم مستحقة (لله) سبحانه وتعالى، فلا تستحق لغيره؛ لأنه الفاعل المختار وغيره مجبور مقهور، وفي قوله: "لله" تنبيه على الإخلاص في العبادات؛ أي: ذلك كله لله من الصلوات وما بعده لا تفعل إلا لله تعالى، وجمع التحيات؛ لأن الملوك كان كل واحد يحييه أصحابه بتحية مخصوصة، فقيل جميعها لله وهو المستحق لها حقيقة.
(والصلوات) الخمس واجبة لله تعالى لا يجوز أن يقصد بها غيره تعالى، أو هو إخبار عن قصد إخلاصنا له تعالى، أو العبادات كلها، أو الرحمة؛ لأنه المتفضل بها، (والطيبات) أي: الكلمات التي يصلح أن يثنى بها على الله دون ما لا يليق به؛ كالأذكار والدعوات وما شاكل ذلك مستحقة لله تعالى، أو ذكر لله، أو الأقوال الصالحة، أو يقال: التحيات العبادات القولية، والصلوات